الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
والذي صرح به الفراء هو أن النصب بالفعل لا بإلقاء الجار، وفي ذلك موافقة لما عليه الأكثرون يقول في قوله عز وجل: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز} (1): "أن في قوله: {أن يقولوا}... في موضع نصب كما قال عز وجل: {يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت} (2) ألا ترى أن (من) تحسن في الحذر، فإذا ألقيت انتصب بالفعل، لا بإلقاء (من) كقول الشاعر (3):وأعرض عن ذات اللئيم تكرما" (4)... وأغفر عوراء الكريم اصطناعهأما قوله في قول الله عز وجل: {ألا تعبدوا إلا الله} (5): "أن في موضع نصب بإلقائك الخافض" (6) فمثل هذا يرد عند البصريين القائلين بأن الناصب هو الفعل وهو من التجاوز والتسامح في الألفاظ وذلك أن "أكثر ألفاظ النحويين محمولة على التجاوز والتسامح لا على الحقيقة، لأن مقصدهم التقريب على المبتدئين والتعليم للناشئين" (7) لذلك يقول الخضري مخرجا قول البصريين: منصوب بنزع الخافض: "قولهم: منصوب بنزع الخافض، أي: عنده" (8).- - - - - - - - - -(1) هود: 12.(2) البقرة: 19.(3) البيت لحاتم الطائي في ديوانه: 82، وكتاب سيبويه: 1 /367، والنوادر في اللغة: 110، واللمع: 114، وشرح المفصل: 2 /54، وخزانة الأدب 3 /117، وبلا نسبة في: معاني القرآن للفراء: 2 /5، والكامل: 1 /381 والمقتضب: 2 /348، وأسرار العربية: 187، ويروى في غير معاني القرآن: (ادخاره) بدل (اصطناعه) (وشتم) بدل (ذات)، ولا أثر لذلك في الاستشهاد به.(4) معاني القرآن: 2 /5.(5) هود: 2.(6) معاني القرآن: 2 /3.(7) نتائج الفكر: 165.(8) حاشية الخضري: 1 /407.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 119- مجلد رقم: 1
|